Admin Admin
عدد المساهمات : 85 تاريخ التسجيل : 29/12/2008 العمر : 49
| موضوع: أقنعة... على وجه الحرية(الجزء الاول + الثاني) الأربعاء ديسمبر 31, 2008 12:54 am | |
|
الجزء الاول + الثاني الساعة تشيرالى التاسعة الا خمس دقائق، ,والمكان هو مساء القاهرة، له عبق غريب، قاهرة المعز،قاهرة الاستعمار،قديما بالتأكيد،بيت العروبة كما يحلوللمصريين. اشعر بالنعاس، فنهاري كان شاق اليوم، فمنبهو فندق شيرتون الجزيرة كان قد بدأ يومي ...قصدت وصديقي محمد حديقة الحرية، حديقةجميلة واسم طموح، على بعد عدة اميال قليلة. الدخول بجنيهين فقطودخلنا من بابها الرئيسي، تجولنا فيها قليلا مررنا بتمثال لأمير الشعر العربي مرورالم يكن الا تأملا وبدأنا حديثنا عن شعرة وثرائة وانتهينا بالسؤال كم طول هذاالشنب؟؟؟؟! واصلنا المسير ، هناك تحت الشجرة كهل،بدالي، ان السياسة والسجارة،وهما وجهان لعملة واحدة ربما، قد انهكاه فبيدة اليمنىجريدة الاهرام وبيده الاخرى سيجارة، وهناك في احدى الزوايا شجرة جميلة،مصدر جمالهاهو عمرها الظاهر على كل لمحة منها، يحتل ظلها شاب وفتاة يدور بينهما حديث،بدى لي،ذو شجون ...والله العليم. جلست وزميلي محمد على احد الكراسيالخشبية نتبادل الحديث، وكان حديثاً ذو شجون، يمتد من مشاكل محمد مع الزواج ورفضةللفكرة من الاساس ووصفة الزواج بالتحدى وقد وافقته على بعض من كلامه ولكن كان وجهالخلاف اني اصر على انه شرٌ لابد منه ، وينتقل الحديث ماراً بذكرياتٍ قديمة وبعضالمغامراتJوانتهى بالتشاور على المحطة الثانية بعد حديقةالحرية.... ولانه اليوم الاخير من الرحلة، كان لابد منالتبضع ببعض الكتب، طبعا لايخلو من الكتب الممنوعة لدواعي فكرية او دواعٍ سياسية اودواعٍ غير معروفة(ولايزعل صديقي صاحب الطله البهية في هذا المنتدى)، كانت المناقشاتوالمشاكسات التي تضج بها القاهرة حينها تدور حول رواية اسمها وليمة اعشاب البحر،اما الكاتب فهو حيدر حيدر وهو من منطقة الساحل السوري، حيث الازهر وحزب العمل قدشنو حملة ضد نشره، وفي الطرف الاخر كان هناك فريق اخر، له راءى آخر يتكلمون باسمالحرية ويريدون فرضه بما فيه. قصدنا مكتبة متبولي ووصلنا بصحبة سائق قتلته الشكوىمن ازدحام الطرق في شوارع قاهرة. دخلنا المكتبة،صغيرةومليئة بالكتب، سألت احد الباعة ماهو الجديد هذه الايام، نظر لي وقال: "الاخسعودي" قلت:نعم قال: لدي جميع اصدارات غازي القصيبي منالعصفورية وحتى ابو شلاخ البرمائي ولدي كذلك لتركيالحمد... قاطعته بشيء من الحدة: من قال لك اني اسألعنهما؟؟ ما اسمك؟ قال:حسنين قلت: هل يوجد لديكم رواية وليمة اعشابالبحر. قال: نعم ولكنها مكتوبة بخط يد وليست طبعةرسمية. قلت: مبتسما وهل انت من كتبها؟؟ اقصد بخطمن؟ قال على الفور: طبعا بخط الكاتب نفسه وهوصديقي الروح بالر...، قاطعته: حسناً مادام هو صديقك فأنا لا اريد ان اقرأ له، والاناين اجد كتب محمد حسنين هيكل. فأشار الي ركن قريب.فأتجهة الى الركن وانا اقول لصديقي محمد عن موقف البائع "فليسعد النطق ان لم تسعدالحال". قلت لصديقي محمد: احب ان اقرأ لهيكل فهوكاتب ومحلل من الطراز العالمي لكن مشكلته،في تصوري، انه يصبغ تحليلاته السياسيةبشىء من ناصريته. وفي خريف الغضب حيث قد استعاره مني محمد منذ فترة، حيث كان هيكلقد صب جام غضبه على الرئيس السادات حتى انه اتي مفارقات عجيبه، فهو كتب بأن الساداتولانه لديه عقدة نفسيه من لون بشرته الاسود ،مع ان هيكل ليس بالابيض، قد تزوجبجيهان لانها ناصعة البياض.....
الكتاب طبعا قد اصدر بعداغتيال السادات، فهل هيكل كان جباناً؟، ام ان ثمن الحريةغالٍ؟؟ قال محمد: هي السياسة يا صديقي، كل يوم لهاشأن وفي السياسة لايوجد لا وفاء ولا مبادئ ولاقيم....
اشتريت لهيكل كلام في السياسة، وكتاب هذههي الاغلال لعبدالله لقصيمي... وغادرت المكتبة بمثل ما اسقبلت به من حفاوةالابتسامة وبالطبع حفاوة الضيافة. كان وقت الغداء قد حلفأتفقنا ان يكون الغداء على ظهر مركب يبحر على نهر النيل روح مصر وروحالمصريين. القبطان صعيدي،وكما المصريين، روح الدعابةتكاد تطغى على ملامح السن، سألته،لتضييع وقت انتظار احضار الغداء، ما اسم مركبك ياسيدي؟ فقال على الفور: اسمهالفرعونيه.. وبدأنا هو وصديقي وأنا نتجاذب اطرافالحديث، وكعادة العرب عندما يلتقون، كانت السياسة هو الموضوع المفتوح، وايضا كعادةالعرب، احتد النقاش ، وكانت نقاط الخلاف ممتدة من المحيط الىالخليج. ما بين ثورة عبدالناصر وبين حرب النفطوالسلام والخيانة أتي الطاهي بالغداء لينهي حالة التوتر، والحمدلله لم يسقط احد فينهر النيل العظيم. حل وقت الغروب،حيث تستأذن الشمس ليدخلالليل ببطء جليل، ينتشر طيفه في السماء ويهبط رويداً رويداَ...احدى اقدم آيات اللهفي الدنيا...ماهي الا دقائق حتى يكسي سواد الليل الافق ماراً برفق عجيب بالونالطيف...يا سبحان الخالق.
انتهى الجزءالاول.
الجزء الثاني:
كانت تلك احداث صباح اليوم، اما الان فالنعاس، يمهد لنوم عميق.
افتح عيني اولا، ثم افتح ضوء قريب من السرير لارى كم هي الساعة الان، حسناً، الساعة الخامسة والنصف فجراً، يبدوا ان يومي سيكون جميلا مادامت البداية كذلك، فأنا احب ان ارى لحظات ظهور سيدة النهار. بعد الصلاة، ذهب محمد لينام قليلا، واما انا فطلبت فنجاناً من القهوة، فاكهة الصباح. يطرق النادل باب الغرفة بعناية. النادل: صباح الخير انا: صباح الخير يدخل النادل وبيده القهوة ليضعها على الطاولة قرب الشرفة. ثم يقف وينتظر! وانا اقف وانتظر ان يخرج، الا انه مصر على الوقوف!! حسناً فتحت المحفظة،لكنها المفاجئة، لم اجد سوى مئة جنية ورقة واحدة، قلت له :خليها على الحساب. خرج النادل ممتعظاً، يبدو ان يومه سيكون سيئا مادام صباحه كذلك.
ارتشف قليلً من القهوة مراقبا ظهور سيدة النهار الاولى، هاهي تقبل كقائد جيش منتصر، كملك استرد ملكه، ما اجملها من لحظات تذهب كمد يوم مضى، وتجدد فينا الطاقات ليوم هو على وشك. بدأت ارتب حقيبة السفر، وشيئاً فشئاً مضت اللحظات واذا بالحقيبة ممتلئة ولازالت بعضاً من قطع الملابس وكتابين خارج الحقيبة، لابد من الترتيب من جديد. طرقت باب محمد، واذا هو،وكعادته، لازال النوم مخيماً على وجهه ولا ينسى سؤاله الدائم: كم الساعة. بدأنا نرتب حقيبته، وخلال ساعة من الزمن انتهينا.
حضر السائق الينا، وبعد تحميل الحقائب بالسيارة انطلقنا للمطار.
بدأت انظر للخلف،مودعا القاهرة، بدت لي، كأم أعياها السهر في انتظار ولدٍ لن يرجع،و بدت لصديقي محمد كحكيم مضطرب!! وبدت لسائقنا كقبر فارس، كان شجاعا بنبلٍ، كان عاشقاً بعنفٍ وطهارة. وصلنا للمطار الدولي، كان مزدحما، وبعد ساعة تقريبا اصبحنا في الصالة مقابل بوابة الصعود الخامسة. الرحلة بعد ساعتين تقريباً. بدأنا محمد وأنا نتجول في الصالة، وعند احد الاكشاك قابل محمد ،ابن جارهم القديم عبدالله، وبعد السلام الحار تبادلا بعض النكات السريعة، وكيف انهم تقابلا في مطار القاهرة كماحدث قبل سنتين...وبينما الوضع كذلك لاحظت انا ان هناك عيون ترقبنا من بعيد.... استأذنت منهما قاصداً مكتبة صغيرة، انتشرت على جوانبها اغلفة لمجلات حوت العديد من الحسناوات العربيات بأزياء غربية غريبة.. بدأت أتصفح بعض الكتيبات، بعض المجلات، وفجأة وإذا بي تقع عيني على عينين جميلتين، وكأن الليل يتكدس بهما من شدة السواد. أشحت بوجهي،وليس بعيني، الى جهة اخرى، خجلا وليس زهداً.... لكن لاحظت ان عينيها لم تنأيا عن مراقبتي بين فينة وأخرى، الى ان اتجهت الى باب المكتبة لتخرج. كانت فتاة،بدت لي من عيونها وما بدى من اللثام، في بادية العشرينات بعد لحظات تقريبا، رجعت مرة اخرى، هذه المره اكثر جرأة، بادرتني بسؤال صاعق، هل تعرف محمد؟؟؟؟؟؟؟ اربكني السؤال لدرجة الصدمة ولم افتح فمي بكلمة، الى ان قالت: محمد علي، كنتَ قبل قليل تقف بجانبه... سقط كتيب كان بيدي بدون ان اشعر. قلت بارتباك واضح وقد بدت لي آلاف الاسئلة، أسئلة بلا نهاية، بلا إجابة، وكأني اقترب من رفضي للاجابة: ومن تكوني انتي؟؟ وكيف عرفتي محمد؟؟؟؟؟؟؟؟ انتهى الجزأ الثاني، قريباً إن شاء الله الجزء الثالث
| |
|