Admin Admin
عدد المساهمات : 85 تاريخ التسجيل : 29/12/2008 العمر : 49
| موضوع: المجزرة.. بين السياسة والبلطجة! الأربعاء ديسمبر 31, 2008 4:16 pm | |
| ماذا لو أن دولة عربية أو دولة إسلامية فعلت ما تفعل إسرائيل في قطاع غزة منذ يوم السبت الماضي.. هل كانت أمريكا ستسكت, وهل كان المجتمع الدولي سيصمت.. وهل كانت الميديا العالمية ستقف موقف المتفرج مثلما رأينا وشاهدنا من نفاق وتحيز وانعدام للضمير من جانب كل هذه الدوائر؟!
أي عصر هذا الذي نعيشه... وأي عالم هذا الذي ننتسب إليه.. وأية شرعية تلك التي يمكن الاطمئنان لقواعدها ونحن نري هذا الإفراط الرهيب في استخدام القوة ضد المدنيين والمنشآت والمواقع المدنية في شكل خرق صريح لاتفاقيات جنيف, التي تنظم علاقة دولة الاحتلال بالمواطنين الخاضعين لسلطة الاحتلال.
أي زمان هذا الذي يفتح العالم آذانه لسماع المزاعم الإسرائيلية عن الخطر الذي تتعرض له الدولة العبرية المدججة بالسلاح من إطلاق بعض قذائف محلية الصنع باسم حق المقاومة المشروعة ضد الاحتلال, وتعبيرا عن ضيق الصدر من استمرار المماطلات الإسرائيلية, وعدم جدية الرغبة في التجاوب مع جهود السلام وتمكين الشعب الفلسطيني من استرداد حقوقه المشروعة؟!
إن الوقاحة الإسرائيلية لم يكن لها أن تبلغ هذا المدي من الفجور لولا الشعور بالحماية التي توفرها لها الولايات المتحدة الأمريكية, وتجعلها مطمئنة إلي أنها سوف تظل بمنأي عن أي عقاب, استنادا إلي ما تقدمه لها من دعم سياسي في مجلس الأمن وما تمنحه لها من أموال وعتاد وتكنولوجيا عسكرية متقدمة تضمن لها تفوقا هائلا يضمن استمرار تفوقها علي كل دول المنطقة مجتمعة.
لقد تحول قادة إسرائيل وجنرالاتها العسكريون في ظل هذه الأجواء ـ التي يشعرون معها كأنهم يلعبون مباراة من جانب واحد ـ إلي ما يشبه مدربي كرة القدم المغرورين الذين يتباهون بقدرتهم علي إذاعة خططهم قبل المباريات وضمان الفوز بها.
إن إسرائيل تخطئ خطأ بالغا إذا توهمت أن هذه الموازين المختلة يمكن أن تظل كما هي إلي ما لا نهاية لأن دوام الحال من المحال.
إن التاريخ ملئ بفصول عديدة تؤكد أن الحق لن يضيع, ونحن أصحاب حق وأصحاب تاريخ ونؤمن جيدا بصحة المقولة ما ضاع حق وراءه مطالب.
ولن تركع غزة ولن يستسلم الشعب الفلسطيني مهما أفرطت إسرائيل في إلقاء قنابل الموت والدمار, وإنما سوف تحترق أصابع الذين يسكبون الزيت علي النار وهم أسري لأوهام القوة التي تتغذي بشرارات الحقد والانتقام والعنصرية والاستعلاء.
ولكل الذين أسهموا في التمهيد لهذه المجزرة أقول: ما أبعد المسافة بين العمل السياسي وأعمال البلطجة... فالسياسة فن ودبلوماسية وعلم وحكمة, بينما البلطجة خليط من التهويش والتبكيش وسلاطة اللسان والفجاجة في فهم واستعمال أدوات القوة!
ليتهم جميعا يدركون بعد أن يراجعوا صفحات التاريخ أن مصر أكبر من أن يصادر حركتها أحد, وأن قضية مصر الأساسية علي طول تاريخها كانت قضية استقلال الإرادة واستقلال القرار.
ومسئولية مصر تفرض عليها ـ مهما يكن الثمن ـ عدم ترك الساحة خالية لمثل هذا الهراء من ناحية, ولمثل هذه الأوهام من ناحية أخري. | |
|